الاقصى
من أفضل ما كتبت >> مفهوم الدولة الدينية - تجربتي مع الجيش - فرق الموت الشيعية - يحبهم ويحبونه - خاطرة دعوية

أبريل ٠٧، ٢٠٠٧

مفهوم الدولة الدينية - 4 من كتير

السلام عليكم
من فترة والحكومة تحاول تقليب عقول البسطاء المتدينين من شعبنا الجعان ضد جماعة الاخوان" المحظورة".. وأخذت تلقي بتصريحات على ألسن السياسيين تارة ورجال الاعمال " البايعين " تارة اخرة .. لكن المراقب يرى أن جميع تلك التصريحات تتمحور عند نقطتان اساسيتان.. هما مربط الفرس .. وقد تبدو تلك النقطتان كتهمة .. لا في وجه الاخوان فقط .. بل هي طعن صريح في مفاهيم وشرائع الاسلام

1- دولة المرشد ستكون دينية بحتة يمكن ان يحكم مصر فيها رجل أجنبي، لان الولاء للدين لا للدولة، وهذا يرفضه شعب مصر.
2- مصر بها نصارى، ولا محالة سيتم "فرمهم" بهذا النظام، وهذا يرفضه شعب مصر.

فهل هذا ما يدعو الاسلام إليه؟ ام انها مفاهيم مغلوطة في رؤوس الأخوان؟

فإذا كان هذا ما يدعو اليه الاسلام.. فأين اذا الحياة المدنية؟ أليس هذا الشكل رجوعا بالتاريخ لمئة عام ؟
وإذا كانت مفاهيم إخوانية مغلوطة .. فما هي الصورة الصحيحة التي يقدمها الإسلام؟

أسئلة غاية في الأهمية ..أسأل الله ان يوفقني لحسن الجواب

=======================================
اتابع ما بدأت بحول الله.. احاول الاجابة على هذا التساؤل ..
" فأين اذا الحياة المدنية؟ أليس هذا الشكل رجوعا بالتاريخ لمئة عام ؟ "
أو ممكن نصيغ السؤال بشكل اخر: هل الدولة الاسلامية تعتمد النمط المدني للمواطنين ؟

على مر العصور .. عاشت الشعوب بشكل حياتي مختلف عما هو واقع الان، ففي وقت السلم تجد ان لكل فرد عمله وحرفته، وفي وقت الحرب يتحول الناس لجنود يدافعون عن قضيتهم ويجاهدون ككتائب مجندة تحت راية عسكرية ..

أما في ظل العصر الحديث، حين اصبحت الاسلحة والتكنيكات العسكرية محتاجة لمتخصصين متفرغين، فنشأ مفهوم ان هذا الرجل عسكري وذاك مدني. وهذا بدوره كان له الاثر السلبي على كلا الفريقين .. فالعسكريين قد يصيبهم داء الكبر والعظمة، فهم حماة الحمى، وقوة الدولة العظمى والوحيدة، لذلك يجب تمكنهم من السلطة ونيل اكبر قدر من الحقوق .. فلا سبيل لحياة الشعب بدونهم !

ومن جانب المدنيين، تجد ان رغد العيش والاستقرار العام في نمط حياتي ثابت قد اثر على شخصيات الافراد، فماتت قيم النبل والتضحية لاسعاد الغير .. انعدمت المروءة وروح المجتمع في قلوب الافراد .. فبات كل منهم جزيرة منفصلة عما يحيط بها.. كذلك تجد الشعور بعدم الانتماء والكسل عن حقوق الوطن، فمن تعب وجاهد في سبيل اي شيء غلى ثمنه في قلبه!

اذن .. فالفصل التام بين المدنيين والعسكريين مرفوض وله سيء الاثر على الفريقين. والاصلح دائما هو التوسط .. يعني لا نقول بدمج تام بين الفريقين كما في العصور القديمة .. ولا الفصل التام كما هو الان .. انما حالة وسط بين الامرين ..

ففي حالة الدفاع: نجد الاسلام قد اوجب الجهاد على كل فرد (فرض عين) .. وفي غير حالة الدفاع: تجد الاسلام قد رغب في الجهاد عند الثغور ..


يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ * إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم وتكفل الله للمجاهد في سبيله إن توفاه أن يدخله الجنة أو يرجعه سالما مع أجر أو غنيمة " أخرجه مسلم



كما رغب في الرباط ايضا(زي حرس الحدود كده)


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها والروحة يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها" متفق عليه



والجهاد .. مستمر ليوم القيامة، ففي الحديث: " الجهاد ماض الى يوم القيامه لا يبطله عدل عادل ولا جور جائر" ..

وفي تاريخ المسلمين، رأينا نماذج كثيرة لعل اشهرها هارون الرشيد، فقد كان يحج عاما ويغزو عاما .. اذن فباب الجهاد ظل مفتوحا على الدوام، وقد كان سلفنا الصالح يذهبون للثغور مجاهدين، و كان ذهابهم غير ملزم لهم بالبقاء (الا في حالة النفير بأمر من الامير).. فأصبح الجهاد جزء من حياة المسلمين .. فهذا ذاهب لمدة شهر .. وذاك عائد بعد جهاد اسبوع .. وهكذا

تلك الحياة التي يتخللها الجهاد وخشونة العيش تعطي للمسلم بعد فكري جديد للحياة، فيستحيل عليه الغش والخداع بعد رجوعه من الجهاد، فمن يقدم روحه فداءا لله ويجدد العهد بين الحين والاخر يستحيل عليه اتيان كبائر المعاصي .. تماما كما حدث بعد حرب اكتوبر 73 .. فقد انعدمت الجريمة بشكل شبه كامل من القاهرة ..رغم ان الحرب لم تسحب اهل القاهرة كلهم ..لكن مجرد احساس جموع الناس بقضية البلد .. جعل الجريمة تنعدم (ثم عادت تدريجيا طبعا) ..

أخيرا: مجتمع يعيش ويضحي لله ..لا يمكن ان يعصاه!
هذا هو التوسط المراد

.. تمت اجابة السؤال بشكل مختصر لقلة إلمامي بهذا الموضوع حقيقة ..وننطلق لاخر سؤال ..وهو حقوق النصارى في ظل دولة اسلامية .. في المرة القادمة ان شاء الله

10 تعليقات:

Dr.khaled يقول...

سلمت يمينك يا د ي ب و

لو ان التدوينة المرة دي قصيرة
لكن الله المستعان

الموضوع مش موضوع الاخوان....انما الموضوع..هو الشعار اللي بيحمله الاخوان
(وما نقموا منهم الا ان يؤمنوا بالله العزيز الحميد)

الديب يقول...

والله يا خالد انا منزل التدوينة دي على استحياء ..

ربنا يتقبل
!!

عمرو عزت يقول...

أعتقد أنك أجبت علي سؤال آخر
ففمهوم المدنية يختلف معناه بحسب السياق
فهو في مقابل العسكري يعني معني
و في مقابل الديني يعني معني آخر

و سياق الجدل الذي ذكرته يفيد بان مفهوم مدنية الدولة الذي يجب ان تناقشه هو الذي يقابل دينية الدولة

-------
و بخصوص موضوع المدني المقابل للعسكري
فأنت أسقطت من حسابك نقطة هامة
أن المجتمع الحديث مجتمع يقوم علي فكرة المؤسسات و التخصص
و لم يعد الجهاد ( الحرب ) نزهة متطوعين بل مجال متخصص له علومه و دراساتهو أكاديمياته
كما أن مفهوم المدني لا يعني بحال خلو البلد من الانضباط و الانتماء
فاكثر المجتمعات المدنية بها نظم للتجنيد و الخدمة في الجيش
و الدولة المدنية لا تعني الا ان حكامها من السياسيين الذين يقدمون برامجهم و ينتخبون و يحاسبون من قبل الشعب
و ليست دولة الحكام الجنرالات الذين يحكمون بقوة الجيش و الغلبة و القهر

كما أنه تعسف كبير ان تقول ان المدنيين يفتقدون لاخلاق النبل و التضحية في حين ان لديك امثلة كثيرة من مدنيين يذلون اوقاتهم و اموالهم و ارواجهم و يتطوعون في سبيل ما يؤمنون به من قضايا و مباديء
هذا في مقابل ان كثير من العسكر تسودهم اخلاق الخسة و الخيانة و حب التسلط و تضخم الذات

الديب يقول...

اخي الكبير عمرو

اولا:
بخصوص اني لخبطت في طرح النظرة المدنية التي تقابل الدينية لا العسكرية
.. معك حق تماما..فانا فعلا اجبت عن المدنية التي تقابل العسكرية ..ولم اوضح السبب

لاني ببساطة اري انه لا تعارض بين المدنية والدينية ..

وانما شكل الحياة في ظل الدولة الاسلامية يكون خليط بين العسكري والمدني .. وهذا الخليط هو ما اردت توضيحه

----------

اما بخصوص فكرة المؤسسات التخصصية .. فأنا لم انتقدها .. بل هي ضرورة .. فمثلا .. لو ترى حياة خالد بن الوليد .. لرأيته عسكريا صرفا ..كان مأمورا بقيادة العديد من السرايا وجيوش الفتوح ..

فالتفرغ للجهاد عند المتخصصين ..امر لا بد منه .. وذلك هو التوسط الذي تحدثت عنه بين المفهوم القديم الذي خلا من اي تخصص .. وبين الحديث لاذي قسم الناس وسلخهم عن بعضهما

عامة موضوع مؤسسات عسكرية متخصصة لم يكن مراد كلامي ... انما كان كلامي على عموم الشعب .. الجموع من المواطنن العاديين .. هل هم منسلخين عن تلك المؤسسات العسكرية ..؟؟

حاليا ..نعم او ممكن نقول بشكل كبير .. اما في ظل دولة اسلامية ..فالوضع احسبه سيختلف ..وهذا ما قمت بشرحه

اما كلامك عن ان بعض المدنيين يعتبروا من المخلصين المحبين لاوطانهم .. ده طبيعي .. انا باتكلم على عموم الناس.. وكذلك ستجد -كما تقول- ان بعض العسكريين تسودهم اخلاق الخسة والخيانة
.. فلكل قاعدة شواذ

اخي الكريم عمرو
ارجو ان اكون وفقت لتوضيح وجهة نظري

ماشي الكلام ؟
:)

محمد عـنـانـى يقول...

الحق لا بد من قوه تحميه
الحق حق والحق قوى ولكن هل هناك حق من غير قوه
الشعار يحمل الكثير يا اخى
يحمل تطهير ارضنا من اليهود المغتصبين
الشعار يحمل المصحف الشريف دستور امتنا ويحمل ايضا السيف رادع الشر والمنافقين
الشعار يحمل كلمه واعدو
لان مهمتنا الاول تخليص ارض المسلمين
الفكره التى نحيا من اجلها اليس القدس ملكنا اليس الاندلس ارضنا
اما نحن نسين مع الزمن
عمر بن الخطاب خالد بن الوليد
هارون الرشيد صلاح الدين
انسناهم
افقدنا تاريخ انتصاراتنا
اما با النسبه لحقوق النصاره
اقرها الدين الاسلامى والاخوان يعاملون بها
اذا قرات كتاب سبعون عام ليوسف القرضاوى ممكن تتعرف على الاخوان ورايهم
انا لا ادافع عن الاخوان لانهم بشر
ولكن هى دعوه لكل المسلمين با ان نعود الى الفهم الصحيح للاسلام
سواء ان كنت من الاخوان ام لم تكن فا الصفه مجرد صفه تنظميه تضم الاخوان فى اعمال جماعيه لنصره الاسلام ليس الا

غير معرف يقول...

تمام اوي الله ينور عليك...كان نفسي مرة اتلكم في الموضوع ده


ليه ما يبقاش جزء من مناهج التعليم مناهج عسكرية مبدئية...صحيح هيبقى فيه تخصص فيما بعد ومتخصصين في العسكرية ...لكن ان يكون التفكير العسكري والخلفية العسكرية جزء من التكوين العام للشعوب...متهيألي ده هيبقى افضل بكثير



بالضبط زي ما تكون المدنية جزء في تكوين العسكريين حتى لا نجد الاندفاع الاحمق او حتى الغلظة وغياب الجانب الانساني في بعضهم كما يحدث الآن


وزي بالضبط ما بننادي بان تكون هناك خلفية دينية كافية للجميع...ويكون عندنا المهندس الفقيه والدكتور الفقيه وضابط الشرطة الفقيه...وخاصة مع الأخير فالخلفية الدينية الكافية هتكون وازع عن الشر ودافع للاخلاص


صحيح لن يكون مفتيا ...لكن عالما بما هو ضروري ...مش مجرد احكام صاة ووضوء وصيا


الفكرة مهمة جدا...انت مستحيي ليه
(:

kaed يقول...

الديب
أنا معاك فى اللى إنت قولتة
بس ماالنصارى كانوا عايشين فى ظل الدولة الدينية مئات السنين و كانوا فى أحسن حال و لا إية

الديب يقول...

اخي قائد

فعلا .. النصارى فضلوا عايشين لقرون في ظل الدولة الاسلامية العادلة .. لهم حقوقهم واحترامهم ..

لكن تشكيك الحكومة الان في ان دولة اسلامية ...حتما ستسحق النصارى .. هذا ما اريد الرد عليه .

وعلى فكرة الهجمات على الكنائس التي حدثت من سنتين تقريبا ..لم تحدث من قبل في الدولة الاسلامية .. حتى مع عدم وجود امن مركزي عند ابواب الكنائس ...


!!

حائر في دنيا الله يقول...

في البداية طرحت سؤالين مهمين
وفي النهاية لم تجب عليهما
ايه يعم
انتا بتشوقنا بس ولا ايه
اتجدعن وهات الباقي
وربنا يكرمك
ويتقبل منك

مع تحياتي

الديب يقول...

استاذ حائر ..
انت مش متابعنا ولا ايه؟

السؤال الاول انتهت الاجابة عليه في اربع تدوينات .. دي اخرهم

يتبقى السؤال الثاني .. اظن مش هاطول فيه .. ربنا يسهل ..

ودايما منور المدونة يا باشا
!!

السلام عليكم