الاقصى
من أفضل ما كتبت >> مفهوم الدولة الدينية - تجربتي مع الجيش - فرق الموت الشيعية - يحبهم ويحبونه - خاطرة دعوية

مارس ٣١، ٢٠٠٧

!! يادي النصيبة السودا

نقلا عن جريدة الاسبوع .. بقلم: مصطفي سليمان ومنال مهران

القاهرة تحفظت في البداية ثم تراجعت
الأمم المتحدة ترصد 8 مليارات دولار لإباحة الجنس في مصر


في محاولة جديدة لاختراق تعاليم الدين الإسلامي وهدم مبادئ الشريعة والقيم والأخلاق.. بدأت الأمم المتحدة اتخاذ خطوات فعلية لتنفيذ مشروعها الذي يدعو للحرية الجنسية في مصر وكشف المشاركون في مؤتمر عقد بالقاهرة مؤخرا بعنوان 'شبكة الهيئات الإيمانية لمواجهة الإيدز' عن أن الأمم المتحدة رصدت ما يقرب من 8 مليارات دولار لدعم المشروع والترويج له في مصر تحت مسمي ميثاق الحرية للرجل والمرأة.

ويدعو هذا المشروع لما يدعي بالجنس الآمن وإدخال الثقافة الجنسية في الجامعات وحق الفتاة تحت 18 سنة في التصرف في عذريتها دون سلطة من والديها.
وتم تشكيل الهيكل التنفيذي للمشروع من خلال تأسيس لجنة عليا مكونة من 9 أفراد ولجنة تنفيذية تابعة للأمم المتحدة مباشرة تتولي نشر المشروع في نجوع وقري ومحافظات مصر من خلال قوافل تحت مسميات مختلفة منها 'الصحة الإنجابية' و 'الجنس الآمن'.
وتنبثق عن هذه اللجنة لجان فرعية متخصصة في الشئون المالية والقانونية والإعلامية.
وكشفت أعمال المؤتمر أيضا عن أنه تم فعلا اختيار إحدي الشخصيات المصرية لإدارة المشروع وبدأت جلسات عمل بحضور بعض الشخصيات الدينية.
كان المشروع قد تسبب في أزمة بين الأمم المتحدة ووزارة الخارجية المصرية التي رفضت المشروع في البداية واعترضت عليه إلا أن هناك ضغوطا تمت ممارستها علي الحكومة المصرية مما اضطرها للسماح بتمرير هذا المشروع في مصر بدعم من بعض الجهات الحكومية والأهلية.
علي جانب آخر وجه ائتلاف المنظمات الإسلامية بيانا إلي قادة الأمة والرأي العام بالعالم الإسلامي حول المسودة المقدمة من لجنة مركز المرأة بالأمم المتحدة في الجلسة الحادية والخمسين المنعقدة حاليا في مقر الأمم المتحدة. حذر البيان من الخطر الذي أصبح يهدد كيان الأمة من خلال الهجمة الشرسة علي الأسرة المسلمة والعربية والإصرار علي هدم كيانها. وطالب البيان بأن تشارك الدول والحكومات في التصدي لما تواجهه الأمة ليس في دينها وحسب، بل وقيمها الإنسانية وأن تتمسك الدول الإسلامية بالتحفظ علي المواثيق الدولية المتعلقة بمسودة 'حرية الطفلة' فيما يتعارض مع القيم الإسلامية والإنسانية.
وألا تتبني الوفود الرسمية الممثلة للدول العربية والإسلامية مشروع وثيقة القضاء علي كافة أشكال التمييز ضد الطفلة بكل موادها وألا تقبل أن تفرض علي الدول المواثيق المشار إليها لاحقا كمرجعية قانونية تلزم بتطبيقها رغم التحفظات.
وأكد البيان أن بعض الدول العربية بدأت في الاستجابة للضغوط حيث رفعت مصر تحفظاتها عن الوثيقة الدولية الخاصة بحقوق الطفلة بما يعني موافقة مصر علي كل ما جاء في الوثيقة وهذا ما يتعارض مع القيم الإسلامية. وحذر البيان من أن تنتقل العدوي لباقي الدول إذا ما تعهدت أي دولة برفع التحفظات فسيكون وقتها من الصعب التراجع وطالب البيان بسرعة التحرك والتواصل مع الجهات والمنظمات الإسلامية لتوضيح خطورة ما تحتويه الوثيقة حيث أباحت الحرية الجنسية. والممارسات خارج إطار الزواج بالنسبة للطفلة واعتبرت كل من دون الثامنة عشرة طفلة حسب المواثيق الدولية فقد أتاحت الوثيقة أن تحدد الطفلة لنفسها متي وكيف تصبح ناشطة جنسيا، وحثت علي تعليم الطفلة ما يسمي بالجنس الآمن أي ممارسة الجنس دون أن تحمل، ورفضت الوثيقة الزواج المبكر وعدته شكلا من أشكال العنف ضد الفتاة وأوصت بسن قوانين صارمة لتجريمه كما اعتبرت الفقرة 48 من الوثيقة أن التركيز الشديد علي عذرية الفتاة كبت جنسي وشكل من أشكال التمييز ضدها. وحذرت المهندسة كاميليا حلمي مدير عام اللجنة الإسلامية العالمية للمرأة والطفل من محاولات الحركات النسائية الغربية التي تسيطر علي الأمم المتحدة لاختراق تعاليم ديننا ومجتمعاتنا. وأوضحت أن إباحة الإجهاض والثقافة الجنسية وهدم الأسرة وإباحة الشذوذ.. كل ذلك ما هو إلا مفاهيم يريدون فرضها علينا عن طريق الاتفاقيات الدولية.
------------
مع تحيات الحزب الوطني .. فكر جديد .. والعبور للمستنقع

مارس ٢٧، ٢٠٠٧

نتيجتان ليوم الفتاء


السلام عليكم

عذرا لقطع سلسلة "مفهوم الدولة الدينية" بهذه التدوينة اللي نزلت زي القضا المستعجل ..

انه يوم الفتاء .. عفوا .. انه فتاء من العيار الثقيل .. والزيادة في المبني زيادة في المعنى .. لذلك تم تسميته بـ " يوم الاستفتاء" .. يعني يوم يتم "فتء" الشعب على مستوى كبير قوي .. بأمر الحاكم!

وكانت نتيجة الاستفتاء ..

في الواقع .. وجدت نتيجتين ..

النتيجة الاولى اذاعتها الحكومة .. 76/24 لصالح الحكومة ضد الشعب .. وهذا ما سمعناه جميعا ..

الا انه كان .. وفي نفس يوم الفتاء.. وجدت فتاء موازي للتصويت على الدستور .. أقيم هذا الاستفتاء داخل جامعة القاهرة .. شارك نحو 21000 طالب من طلاب جامعة القاهرة في الإستفتاء الذي نظمة طلاب الإخوان المسلمين بالجامعة في مدة لاتزيد على 5 ساعات فقط من أجل معرفة رأي الطلاب في التعديلات الدستورية ... ولأول مرة رأيت لافتات دعاية من الجانبين ..

رأيت لافتات مثبتة على اشجار الجامعة تدعو للتصويت بنعم .. وطبعا مصدر تلك اللافتات معروف ..



ومن الناحية الاخرى ..




وهكذا .. بدأ التصويت ..

وعند الساعة الثانية والنصف .. وقف الطلاب .. في مؤتمر حاشد امام القبة .. وتم اعلان النتيجة ..


وكانت:
18400 صوتوا بلا للتعديلات
وافق مايقرب من 600 طالب فقط عليها
وامتنع نحو2000 عن الإدلاء بأصواتهم
(منقول من موقع كل الطلبة بتصرف)

يعني 97/3 لصالح الشعب .. !

اذن .. لماذا هذا التفاوت الرهيب ؟
1- الجهل الشديد في الريف (ودول ليهم اصوات كتير)
2- استغلال موارد الحكومة البشرية:

تحديث:
نسيت أهم حاجة ..
3- التزوير .. الفيديو ده من وائل عباس ..


أخيرا .. لا عزاء للشرفاء

مارس ٠٨، ٢٠٠٧

مفهوم الدولة الدينية - 3 من كتير

السلام عليكم
من فترة والحكومة تحاول تقليب عقول البسطاء المتدينين من شعبنا الجعان ضد جماعة الاخوان" المحظورة".. وأخذت تلقي بتصريحات على ألسن السياسيين تارة ورجال الاعمال " البايعين " تارة اخرة .. لكن المراقب يرى أن جميع تلك التصريحات تتمحور عند نقطتان اساسيتان.. هما مربط الفرس .. وقد تبدو تلك النقطتان كتهمة .. لا في وجه الاخوان فقط .. بل هي طعن صريح في مفاهيم وشرائع الاسلام

1- دولة المرشد ستكون دينية بحتة يمكن ان يحكم مصر فيها رجل أجنبي، لان الولاء للدين لا للدولة، وهذا يرفضه شعب مصر.
2- مصر بها نصارى، ولا محالة سيتم "فرمهم" بهذا النظام، وهذا يرفضه شعب مصر.

فهل هذا ما يدعو الاسلام إليه؟ ام انها مفاهيم مغلوطة في رؤوس الأخوان؟

فإذا كان هذا ما يدعو اليه الاسلام.. فأين اذا الحياة المدنية؟ أليس هذا الشكل رجوعا بالتاريخ لمئة عام ؟
وإذا كانت مفاهيم إخوانية مغلوطة .. فما هي الصورة الصحيحة التي يقدمها الإسلام؟

أسئلة غاية في الأهمية ..أسأل الله ان يوفقني لحسن الجواب

=======================================
اتابع ما بدأت بحول الله..

اعتقد اننا اتفقنا في التدوينة السابقة ان التعصب يعتبر من الجاهلية التى يحاربها الاسلام.. ولو تخيلنا عكس ذلك، فلن نجد سقفا لتخيلاتنا ..
بمعنى لو كل واحد بدأ يتعصب لقوميته فلماذا لا نجد احقادا بين المصريين انفسهم مثلا ؟ لماذا يرضي الفيومي بحكم المنوفي، ولماذا يصبر الاسكندراني على وجود العاصمة في القاهرة رغم ان الاسكندرية كانت عاصمة لمصر تاريخيا وأنقى جوا وعلى البحر .. يعني الحركة التجارية ممكن تنتعش اكثر لو نقلنا العاصمة للاسكندرية ..
ولماذا لا يتذمر الصعايدة أو أهل النوبة بسبب سوء توزيع الثروات ..؟!

وهكذا .. لن نجد سقفا للعصبية.. فالمقسوم لا زال يقبل القسمة !

انا ادرك تماما ان كلامي قد لا يقنتع به الجميع .. بسبب تلك الصور والايحاءات القديمة .. فلو قلت لواحد مصري ماشي في الشارع: ايه رأيك لو يحكمنا رجل سعودي أو كويتي ؟
أكيد الاجابة ستكون بالرفض ..

ولكن اذا كان السؤال بهذه الصيغة: ايه رأيك لو يحكمنا واحد زي الدكتور الخرافي مثلا؟
ساعتها الراجل هايبدأ يفكر .. مش كده؟!!

تعالوا نطير سويا في بحر التخيل..
تخيلوا كيان واحد يضم بلاد المغرب العربي.. ليبيا ..مصر ..الجزيرة العربية بكاملها.. ايران..باكستان وأفغانستان .. ماليزيا ..وبعض اندونيسيا .. وبعض دول شرق أوربا .. وربنا أجزاء من الصين ايضا !

تفتكر النشاط الاقتصادي هايكون شكله ازاي ؟
تفتكر مين ممكن يفكر في مشكلة البطالة؟ لا أحد ..لانها ستتلاشى ..

تخيل طلاب الجامعات المصرية المتفوقين يتاح لهم العمل بمراكز البحوث والتطوير في ماليزيا مثلا.. أو ربما يشارك بعضهم في اسواق دبي .. تخيل ان استيراد مصر للقمح سيكون من سوريا ..تخيل ان الطرق الدولية ستكون مفتوحة بدون جوازات سفر .. تخيل الديناميكية الاقتصادية التي سنشاهدها .. تخيل الشبكة الاخطبوطية الصناعية التي ستبدأ بالتكوين بين كل تلك الدول.. تماما كما في أوربا الان..

تصديقا لكلامي .. لا يوجد دولة أوربية منفردة تستطيع تصنيع الطائرة ايرباس A380 .. انما تتم الهندسة والتصنيع بمشاركة فرنسا وألمانيا واسبانيا وانجلترا .. مع بعض !

تخيل ما ينقص هذا الكيان الاسلامي .. لا شيء .. فلله الفضل والمنة لدينا النفط والغاز والحديد والثروات البشرية الضخمة .. زراعات .. وموقع عالمي يجعلنا في محور جميع الخطوط التجارية ..

ممكن يعارضني أحد القراء الكرام بأن تلك الميزات انما هي للاتحاد بين الدول وليست من مميزات الدولة الاسلامية المرتقبة .. أرد بسهولة: وما يجمع ويوحد تلك الدول إلا الاسلام ؟!

نرجع تاني من رحلة التخيلات الى أرض الواقع .. ونعود لسؤالنا المؤجل: هل نقبل حاكم أجنبي على مصر .. نقول بالفم المليان " ياريت ! "

أود الان ذكر بشرى نبوية للفترة التي نعيشها:
من رواية أحمد وتصحيح الالباني


عن النعمان بن بشير عن حذيفة: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكًا عاضًا (الملك العاض أو العضوض: هو الذي يصيب الرعية فيه عسف وتجاوز، كأنما له أسنان تعضهم عضًا)، فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها. ثم تكون ملكًا جبرية (ملك الجبرية: هو الذي يقوم على التجبر والطغيان).، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها. ثم تكون خلافة على منهاج النبوة" ثم سكت


فمن الواضح ان فترة النبوة(23 عام) انتهت بموت الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ثم تبعه الخفاء الأربعة على منهاج النبوة(30 عام)، ثم كان الملك (وليست خلافة) حين ورث سيدنا معاوية الخلافة لابنه يزيد .. لتبدأ الدولة الأموية، و تبعتها العباسية فالعثمانية التي سقطت بإعلان أتاتورك للجمهورية التركية القومية وإلغاء الخلافة يوم 3 مارس 1924.

فأين اذن فترة الملك الجبري؟
لو تنظر للدول العربية المقسمة لوجدت ان حكامها تولوا عليها عن طريق انقلابات عسكرية .. اتفاقيات سرية مع الانجليز كما حدث في الاردن (تم تأسيس دولة بهذا الاسم عام 1946 فقط !).. او تولوا بمساعدة الاستخبارات الأمريكية كما حدث في العراق (وربما مصر ايضا لو صدق طلعت السادات) .. اذن فلم تقع بيعة شرعية منذ عشرات السنين في تلك الدول .. فذلك هو الحكم الجبري !

فتلك بشرى الرسول الأكرم :
"ثم تكون خلافة على منهاج النبوة"

فهو الصادق المصدوق .. وكلامه حق .. ووعده نافذ بأمر الله فهو لا ينطق عن الهوى، ان هو إلا وحي يوحى ..
اذن: فنحن نعيش في مرحلة ما قبل عودة الخلافة .. وحتما ستعود .. بنا أو بغيرنا .. بالاخوان أو بغيرهم .. بجيلنا او ربما بجيل أحفادنا .. ولكن الخلافة حتما ستعود !

وهنا وقفة ثانية: أي تيار اسلامي يحاول ارجاع الحياة الاسلامية بشكل يخالف منهاج النبوة مكتوب عليه الفشل .. فإما انه لن يُوفق له أو سيصبح امتداد للحكم الجبري !
تأمل كلام النبي !

واضح الكلام ؟

نكمل بعدين .. السلام عليكم

مارس ٠٣، ٢٠٠٧

مفهوم الدولة الدينية - 2 من كتير

السلام عليكم
من فترة والحكومة تحاول تقليب عقول البسطاء المتدينين من شعبنا الجعان ضد جماعة الاخوان" المحظورة".. وأخذت تلقي بتصريحات على ألسن السياسيين تارة ورجال الاعمال " البايعين " تارة اخرة .. لكن المراقب يرى أن جميع تلك التصريحات تتمحور عند نقطتان اساسيتان.. هما مربط الفرس .. وقد تبدو تلك النقطتان كتهمة .. لا في وجه الاخوان فقط .. بل هي طعن صريح في مفاهيم وشرائع الاسلام

1- دولة المرشد ستكون دينية بحتة يمكن ان يحكم مصر فيها رجل أجنبي، لان الولاء للدين لا للدولة، وهذا يرفضه شعب مصر.
2- مصر بها نصارى، ولا محالة سيتم "فرمهم" بهذا النظام، وهذا يرفضه شعب مصر.

فهل هذا ما يدعو الاسلام إليه؟ ام انها مفاهيم مغلوطة في رؤوس الأخوان؟

فإذا كان هذا ما يدعو اليه الاسلام.. فأين اذا الحياة المدنية؟ أليس هذا الشكل رجوعا بالتاريخ لمئة عام ؟
وإذا كانت مفاهيم إخوانية مغلوطة .. فما هي الصورة الصحيحة التي يقدمها الإسلام؟

أسئلة غاية في الأهمية ..أسأل الله ان يوفقني لحسن الجواب

=======================================
أتابع ما بدأت بحول الله ..

عرضت في التدوينة السابقة مصدر مصطلح "الدولة الدينية" كما جاءنا من أوربا .. فهل ينطبق هذا المصطلح والمفهوم على الاسلام ؟

من المؤكد لا !
فشتان بين نصرانية فقدت كتابها السماوي منذ القرون الأُول .. وبين اسلام يُحمل القرآن في قلوب معتنقيه حتى الان.. والادلة على صحة حفظ القرآن كثيرة ليس هذا موضع سردها.
و شتان بين نصرانية انحصرت تشريعاتها في الضرائب وتسعير الغفران .. واسلام يوجب الزكاة لصالح الفقير (والغني مستفيد ايضا).. يمنع الاحتكار .. يفرض حدود والتعزيرات على من يستحق .. يحترم غير المسلمين تبعا لحقوقهم في المواطنة ..

اذن، فالاسلام دين شامل .. ينظم جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية ايضا .. ولم يقتصر ابدا على المناسك والتعبديات الا في وقتنا الحاضر !

بعد المقدمة الطويلة .. أحاول اجاوب على التساؤلات المطروحة..

السؤال الأول:
الدولة الاسلامية قد تأتي بأجنبي لحكم البلاد .. فهل هذا من الاسلام ؟ وهل نقبله ؟

السؤال اجابته بسيطة جدا .. لكن عقولنا تعاني من مفاهيم جاهلية كثيرة ..
لتوضيح كلامي .. سنجد اربع ايات من القرآن تنكر على تلك المفاهيم .. فنحاول تجنبها في افكارنا وجوابنا على السؤال:

1- ظن الجاهلية : ويشمل العقائد و طرائق التفكير الجاهلية..
2- حكم الجاهلية : ويتعلق بالجانب السياسي و القانوني و القضائي..
3- حمية الجاهلية : وتشمل العلاقات الإجتماعية التي تسود المجتمعات الجاهلية..
4- تبرج الجاهلية : والتبرج عنوان للوضع الأخلاقي بصفة عامة و لوضع المرأة بشكل خاص...

بالتحديد النقطة الثالثة هي التي تخصنا .. فحمية الجاهلية أو العصبية القومية هي من اعظم امراضنا الفكرية ..طالما نعيش ذاك العصر الجاهلي!
فمثلا لو تراقب جماهير كرة القدم في ماتش مصر والمغرب .. تجد المصريين في قمة الغيظ والغضب لو انهزمنا .. كيف يغلبونا ؟ كيف يفرحوا واحنا ننهزم ؟؟ ده احنا المصريين ! ... و تمتلئ القلوب بحقد جاهلي .. لاهل المغرب كلهم .. ربما نكرههم في هذا الوقت أكثر مما نكره اسرائيل أو امريكا ! .. فيصير الغضب الجاهلي العصبي أكبر بكثير من الغضب للظلم وانتهاك الاعراض !

لازلنا نحاول الاجابة على السؤال .. لكن بعد ازالة تلك الرواسب الجاهلية ..

الناظر للتاريخ يجد الاتي:

1- صلاح الدين الأيوبي الذي تحبه جميع الشعوب العربية .. وتحترمه كإمام انقذ الامة من المد الشيعي ثم وحد المسلمين في مصر والشام تحت راية واحدة فكسر قوة الصليبيين وحرر الاقصى .. وصان اعراض.. ومنع دماء الاف المسلمين وغير المسلمين.. صلاح الدين هذا.. غير عربي .. بل كردي!

2- سيف الدين قطز .. قاهر التتار ومنقذ المصريين بحق .. ايضا غير عربي ..بل كان أحد الامراء الخوارزميين (عند افغانستان وايران كده).. ثم تم استعباده فلحق بالمماليك ..

3- الامام البخاري: صاحب اصح كتاب على وجه الأرض بعد القرآن الكريم .. من اسمه انه من بخارى.. مدينة في أوزبكستان .. فتحها المسلمون عام 89 هـ على يد قتيبة بن مسلم الباهلي .. يعني ليس عربي .. ولا يمت للمصريين ايضا بصلة (اقصد صلة جاهلية .. انما الاسلام أقوى الصلات)..

4- محمد على باشا .. من أقام دولة مصر الحديثة ..وأنشا الاسطول الذي خافته أوربا بالكامل .. كان تركي عثماني (وليس الباني او مقدوني كما هو مشهور).. اذن فهو غير مصري !

و من يقلب في صفحات التاريخ يجد الكثير .. فلم يقم الاسلام يوما على العصبية أو القومية ... بل انكر عليها وألحقها بالجاهلية ..
فالانسان مستخلف في الارض ليصلحها و يعبد الله فيها .. فمن كان الأصلح فليحكمنا بصلاح .. حتى وان لم يكن من بني جلدتنا .. تلك الحقيقة كانت في رؤوس كل المسلمين .. فما سمعنا بثورة تحرير مصر من قبضة محمد على " الاجنبي " .. ولا من صلاح الدين "الاجنبي" .. ولا من قطز " الاجنبي" ...

ومن يقارن بين هؤلاء الرجال ومن حكم مصر طيلة الخمسين عام الاخيرة .. حتما سيترك التعصب للحاكم المصري !

الاجابة على وشك الاكتمال !
نكمل في التدوينة القادمة ان شاء الله ..

السلام عليكم

مارس ٠٢، ٢٠٠٧

مفهوم الدولة الدينية - 1 من كتير

السلام عليكم
من فترة والحكومة تحاول تقليب عقول البسطاء المتدينين من شعبنا الجعان ضد جماعة الاخوان" المحظورة".. وأخذت تلقي بتصريحات على ألسن السياسيين تارة ورجال الاعمال " البايعين " تارة اخرة .. لكن المراقب يرى أن جميع تلك التصريحات تتمحور عند نقطتان اساسيتان.. هما مربط الفرس .. وقد تبدو تلك النقطتان كتهمة .. لا في وجه الاخوان فقط .. بل هي طعن صريح في مفاهيم وشرائع الاسلام

1- دولة المرشد ستكون دينية بحتة يمكن ان يحكم مصر فيها رجل أجنبي، لان الولاء للدين لا للدولة، وهذا يرفضه شعب مصر.
2- مصر بها نصارى، ولا محالة سيتم "فرمهم" بهذا النظام، وهذا يرفضه شعب مصر.

فهل هذا ما يدعو الاسلام إليه؟ ام انها مفاهيم مغلوطة في رؤوس الأخوان؟

فإذا كان هذا ما يدعو اليه الاسلام.. فأين اذا الحياة المدنية؟ أليس هذا الشكل رجوعا بالتاريخ لمئة عام ؟
وإذا كانت مفاهيم إخوانية مغلوطة .. فما هي الصورة الصحيحة التي يقدمها الإسلام؟

أسئلة غاية في الأهمية ..أسأل الله ان يوفقني لحسن الجواب

=======================================

طيب ..
من الأول كده .. انا معترض على عنوان "الدولة الدينية" .. إلا اني كتبته لانه أصبح المصطلح الشائع الان.. لكن لا مكان له في الاسلام..
والحقيقة بدأ ظهور هذا المصطلح في القرون الوسطى في أوربا .. حيث كانت مراكز القوة للدول الاوربية تنحصر في الكنيسة وما يعتمده البابا من اراء .. وطبعا كلنا نعرف قصة جاليليو مع الكنيسة حين حاول تشغيل الجمجمة ..
في ذلك الوقت المظلم على أوربا بدأ الناس يعون ان قبضة رجال الدين على حياة الناس وافكارهم ومنهجهم هي العامل الرئيسي في تخلف الاوربيين لعصور طويلة .. وانه يجب ابادة تلك اليد الحديدية أو حصر دورها حيث لا يتعدى اسوار الكنيسة.. وقد كان !

فأصبح لدى الاوربيين اليوم صورتان لنظام الحكم: دولة دينية تعني كثير من التخلف والجهل .. و أخرى مدنية تعني ما نراه من تقدم وتطوير دائم

من منظور الاوربيين، هذا التقسيم صحيح تماما .. فالدين المسيحي بعد ما أصابه من كثرة تحريف (وتهبيل) عبر الازمان اصبح غير قادر بالمرة على تنظيم حياة الناس في اطر واضحة بهدف الاصلاح والتطوير، فكان يجب اعتماد قوانين ونظم بديلة للاحتكام.. فكانت الديموقراطية، ونشأ الدستور الوضعي، مفهوم ان المشرع والمشرع اليه هو الشعب، فنشأت الحاجة للبرلمانات ..
وبهذه الخلطة الكبيرة من المفاهيم الجديدة ..تحررت أوربنا من قبضة الكنيسة .. وانتهى عصر الدولة الدينية.. أو هكذا يسمونها !

كل ما فات .. هو تطور طبيعي جدا .. في ظل الظلم الكنسي:
• فرض ضرائب باهظة
• حظر اي تطور للنظريات العلمية التي تعاكس ما جاء في الاناجيل (المحرفة)
• تسعير صكوك الغفران ..فكل ذنب له سعره .. والمهابيل كتير وبيدفعوا!
• تحريك حروب لمصالح عليا لا يفهمها الشعب، لكن عقول البسطاء سهل اقناعها.. كما حدث في الحروب الصليبية ضد المسلمين

بدأت أوربا تنهض وتعلو كلمتها في ظل هذه المفاهيم.. ولم يجد هذا المارد الوليد من معوق له سوى الدولة الاسلامية .. العدو التقليدي .. تلك الدولة التي تحكم بلاد الفرس والترك والحجاز ومصر وشمال افريقيا بالكامل و مناطق من شرق أوربا (مثل البانيا وكوسوفا).. عدو لا يستهان به .. ويجب دفع الغالي والرخيص في افناءه .. حتى لو تكلف ذلك قرونا ..

و بدأت المعركة بين المارد الاوربي الوليد، و سلاطين المسلمين المخضرمين (العثمانيين وقتها) ..وكانت كما هو متوقع .. الغلبة دائما للمسلمين .. حتى وان اجتمع ملوك أوربا ضدهم في معركة واحدة .. فاهل العلم والحضارة.. أهل القران والجهاد لا يمكن كسرهم أبدا ..
حتى بدأ الظلم يتفشى في أواخر الدولة العثمانية .. و اصابها الكثير من الضعف .. انقسامات .. استقلال الامراء والولاه (كما فعل محمد على باشا) ...

في ظل هذا الضعف الاسلامي .. ظهر عند الاوربيين شعلة جديدة تقوي من روح هذا المارد الوليد .. فقوي ..ونضج .. فصار الكهل الاسلامي قزما بجانبه .. تلك الشعلة هي الثورة الصناعية في اواسط القرن التاسع عشر .. فظهرت ماكينات البخار .. القطارات .. مصانع الاسلحة ..

رجحت كفة الاوربيين .. وتم احتلال اغلب بلاد المسلمين .. وتم تقسيم تلك الفطيرة التي طالما حلموا بها .. الشام ومصر والعراق لانجلترا .. المغرب لفرنسا .. ليبيا واثيوبيا لايطاليا ..

لاحظ عقلاء الاوربيين انها ليست المرة الاولى لهم لغزو بلاد المسلمين .. فالحملات الصليبية قد نجحت منذ قرون في ذلك ايضا .. فلماذا فشلت بعد 100 عام.. وكيف نتجنب هذا الفشل؟
كانت اسباب الفشل واضحة:
- المسلمين لديهم قرآن ودين يوحدهم.. وبه كسروا الحملات الصليبية
- المسلمين بينهم نصارى ويهود لم يتم استغلالهم لصالح الحملات الصليبية

فكان الاتفاق هذه المرة على التركيز على محو هذا السلاح الموحد لهم .. فتم تقسيم البلاد الاسلامية .. ومحاولة فرض لغة على كل تقسيمة .. و زرع افكار عصبية قومية .. نشر فكرة ان الاقليات الغير مسلمة يجب حمايتها والحفاظ عليها من البطش الاسلامي .. الدين اساس الظلم والظلام .. الحرية المطلقة سبيل التطور .. لكل فرض حرية اعتناق اي فكر .. أوربا (و تبعتها أمريكا في تلك السياسة) كانت و ستظل النموذج الذي يجب الاحتذاء به .. العصور الاسلامية عصور دماء وحريم وجهل .. يجب ألا تعود !

وكان النجاح الاوربي عظيما .. فيستحيل السيطرة بالقوة على كل هذه الشعوب الاسلامية لمدد طويلة .. لكنه يمكن نزع السلاح الموحد لها .. فلا يستقيم لهم رأي ولا تقام لهم راية .. حتى وان رحل المستعمر الاوربي عنها .. ولم يكن ليرحل الا بعد الاطمئنان على هذا الهدف !

فلم يجلو الانجليز عن مصر بسبب شجاعة عبد الناصر.. بل كان بسبب ظهوره .. قائد من أهل البلد يحمل الافكار القومية (العصبية او الجاهلية).. التف حوله الناس .. وظنوا فيه المنقذ .. تماما كما اراد الاوربيين .. تم كتابة النجاح للغزو الثاني .. تم محو الذاكرة الاسلامية .. سنوات الاحتلال أتت ثمارها .. ها هو شعب مصر محور الشعوب الاسلامية قد نسي تاريخه . نسى السلاح الموحد للامة .. يبدو ان عمل الانجليز في مصر قد انتهى !


دي كانت مقدمة .. تبين سبب ظهور مصطلح الدولة الدينية الذي اعترض عليه ..الذي لا يمكن ان يصف دولة الاسلام باي حال .. نكمل ان شاء الله في التدوينة القادمة !

السلام عليكم